حالب ثور !

ثمة من ينتظر أن تنخرط الحوثية في عملية سياسية للوصول إلى حل سياسي ينهي الصراع في اليمن ويسود السلام.. هل رأى أحدكم حالب ثور حصل على حليب؟!
إنَّ الحوثية - التي انقلبت على الدولة بقوة السلاح - لا يمكن أن تجنح إلى السلام عبر عملية سياسية تقوم على حوار لأنها - ببساطة شديدة - في تركيبها البنيوي مليشيا دينية مسلحة لا تفهم إلا لغة السلاح كخيار وحيد لها للاستمرار في فعل ما تفعله في المناطق الواقعة تحت سيطرتها (سواء ضد القبائل أو الناس عامة)، وبالتالي هي وفق هذه الحقيقة الماثلة أمام الجميع على الأرض - والسنوات الفائتة تشهد وتُدين منذ أن انقلبت على الدولة بقوة السلاح في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ - لا تؤمن بأن الحل يمكن بلوغه عبر عملية سياسية تقوم على حوار، لأن نتيجة هذه العملية السياسية التي تقوم على حوار ستضع حدًا نهائيًا لهذه المليشيا إذ سيسود وقتها واقع دولة لا واقع مليشيا وهذا هو بالضبط ما تدركه هذه المليشيا وتعيه ولذلك مستمرة في فعل ما تفعله ولو كان باستخدام القوة القامعة الباطشة كسلطة أمر واقع ضد كل من يعارضها وأيًا كان من يعارضها بمن فيهم الذين ما زالوا لا يصنفونها مليشيا بل جماعة كما يحلو لبعضهم، أو أنصار الله كما يحلو لآخرين تسميتها؛ وكلها دوال صادمة ومحبطة في آن، وتشير إلى أن الوعي بخطورة هذه المليشيا ما زال دون المستوى المطلوب والكافي للتعامل كما يجب ويلزم مع هذا الخطر الذي دمر النسيج الاجتماعي في اليمن وأصابه في مقتل.
إنّ الانقلاب المسلح على الدولة هو أساس كل ما يحدث في اليمن وكل ما عداه يقع في سياق تداعيات هذا الفعل الانقلابي المسلح؛ بل وتثبت السنوات الفائتة استحالة أن تكون المليشيا الحوثية جزءًا من مشروع دولة مدنية شأنها في ذلك شأن الثور المستحيل أن يعطي حليبًا. هل رأى أحدكم - مجددًا - حالب ثور حصل على حليب؟!