هوس بناء المولات في عدن

 

عبدالله محمد الجفري

من خلال قراءتي لمقالات وبعض الأخبار عن التدافع المشهود في بناء المولات في عدن، لفت انتباهي ذلك الهوس.

حقيقة المولات أو الأسواق الكبيرة تنتعش وتزدهر في ظل ظروف معينة، أولها تمتع الدولة بالأمن والاستقرار، وتمتع المجتمع بقدرات شرائية كبيرة، وتمتع البلد بميزات وقدرات سياحية، فالقدرات الشرائية للمجتمع تزيد من عدد مرتادي المولات.

 كما أن تدفق أفواج كبيرة من السواح يحرك الحركة التجارية للأسواق والمولات، وهذا الحاصل في دول الجوار، أما في واقع اليمن وغيرها من البلدان ذات القدرات الشرائية الضعيفة من جراء التدهور الاقتصادي وانهيار العملة لن تحقق المولات نجاحات تذكر.

 اعتقد أن البعض أقام تلك المولات بقراءة متسرعة أن البلد ستستقر وتنمو فيها التجارة خلال العقد الجاري، ولكن خابت توقعاتهم، ومع ذلك يجب عدم اليأس فمجريات الأحداث المتسارعة في العالم قد تؤدي إلى بعض الانفراجات السياسية والاقتصادية.

ولكبح جماح التسارع في بناء المولات يقع دور على الحكومة في الوقت الحاضر بتوجيه الاستثمارات القادمة نحو الاستثمارات الإنتاجية في بناء المصانع والمعامل والمزارع، والتي ستمتص البطالة وتزيد من الدخول، وتقلل من حجم الاستيراد الذي يمتص رصيد البلاد من العملات الصعبة، وبالتالي يؤدي كل ذلك إلى زيادة القدرات الشرائية، وازدهار الاستثمارات التجارية في المولات وقطاع الإنتاج معا.