معجزة أم كارثة؟.. آرسنال يضع أنشيلوتي على طريق اللا عودة!!

(الأول) متابعة خاصة:
سقط ريال مدريد أمام آرسنال، بنتيجة 3-0 على ملعب الإمارات، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، في نتيجة أثارت الكثير من التساؤلات حول مستقبل المدرب كارلو أنشيلوتي مع الفريق.
ودخل الميرينجي المواجهة مدججًا بأبرز نجومه وعلى رأسهم كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، ولكن النتيجة جاءت صادمة، حيث ظهر الفريق الإسباني في الشوط الأول بمستوى متوسط، لكن الشوط الثاني شهد انهيارًا تكتيكيًا واضحًا.
بدأ الانهيار بهدف ديكلان رايس من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 58، ثم كرر اللاعب نفسه التسجيل من كرة ثابتة أخرى في الدقيقة 70، قبل أن يضيف ميكيل ميرينو الهدف الثالث في الدقيقة 75 من تمريرة قاتلة اخترقت دفاع ريال مدريد بسهولة.
أرقام المباراة كانت فاضحة: استحواذ متدنٍ لريال بنسبة 47% فقط، 3 تسديدات فقط على المرمى مقابل 11 لآرسنال، وافتقاد كامل للروح والانضباط الذي اعتاد عليه جمهور الملكي في المباريات الأوروبية.
وكانت هناك حالة من الذهول على وجوه اللاعبين، وهو ما أكده الحارس البلجيكي تيبو كورتوا عقب المباراة بأنهم نسوا كيفية لعب كرة القدم.
موسم بلا هوية
منذ انطلاق الموسم الحالي، يعاني ريال مدريد من أزمة واضحة في الهوية والأسلوب، وهي أزمة تتجاوز مجرد النتائج السلبية.
الفريق الذي اعتاد السيطرة على وسط الملعب وفرض الإيقاع، يبدو اليوم مشتتًا تكتيكيًا، تائهًا بين خطط أنشيلوتي المتبدلة، والتي تفتقر في أحيان كثيرة للمرونة والابتكار.
ورغم أن النادي يحتل وصافة الليجا ويصارع على اللقب، إلا أن الأداء لم يكن مقنعًا في معظم المباريات، لا سيما أمام الفرق الكبيرة.
ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خسر الفريق أمام ليل الفرنسي في دور المجموعات بدوري الأبطال بهدف دون رد، وفي نوفمبر/تشرين الثاني، سقط أمام ميلان 3-1، وخسر من ليفربول 0-2 وظهر بأداء هزيل أمام أتلتيكو مدريد وبرشلونة في مواجهات الكلاسيكو والديربي.
كما خسر الملكي لقب كأس السوبر الإسباني ضد الغريم التقليدي برشلونة بنتيجة مذلة (5-2).
أنشيلوتي حاول تعويض غياب بعض العناصر، مثل ميليتاو وألابا، بتدوير المراكز واستخدام كارفاخال (قبل إصابته) وتشواميني في قلب الدفاع، لكن هذه التوليفات لم تصمد أمام ضغط الفرق الكبرى.
كما لم يستطع المدرب الإيطالي الاستفادة من وفرة المواهب في خط الوسط، مثل إبراهيم دياز وجولر، والشاب إندريك في الخط الهجومي الذين جلسوا طويلاً على دكة البدلاء، رغم حاجته الماسة إلى الإبداع والاختراق.
كما أظهرت المباريات الأخيرة اعتمادًا مفرطًا على المهارات الفردية لمبابي وفينيسيوس، دون وجود منظومة جماعية واضحة، مما جعل الفريق يبدو سهل الاختراق في الهجمات المرتدة.
تشخيص الأزمة
إذا نظرنا بعمق إلى ما يحدث في ريال مدريد هذا الموسم، سنجد أن الأمر لا يتعلق فقط بتراجع مستوى بعض اللاعبين، بل بإرهاق تكتيكي ونفسي عام.
أنشيلوتي، رغم مسيرته المظفرة وألقابه العديدة، بدا هذا الموسم عاجزًا عن تقديم الإضافة، حيث اعتمد على نفس التشكيلات والخطط، حتى باتت معظم الفرق تعرف كيف تواجه ريال مدريد وتغلق مفاتيح لعبه.
الفريق يفتقر إلى الضغط العالي، لا يستغل الكرات الثابتة، ويفقد الكرة بسهولة تحت الضغط، وهي مظاهر لم تكن مألوفة في فرق أنشيلوتي السابقة.
كما أن الخطة البديلة شبه غائبة، ففي حال تعثر الفريق أو تأخره في النتيجة، نادرًا ما نشاهد ردة فعل واضحة من المدرب أو اللاعبين، وهو ما حدث تمامًا أمام آرسنال.
الصحف الإسبانية والعالمية بدأت تشير إلى أن اللاعبين أنفسهم يشعرون بأن المدرب لم يعد يمتلك أفكارًا جديدة، وهناك حديث متزايد داخل غرف الملابس عن الحاجة إلى صوت جديد، وشخصية أكثر جرأة في القرارات الفنية.
مصير أنشيلوتي على المحك
بعد أربع سنوات على رأس الإدارة الفنية لريال مدريد في فترته الثانية، يبدو أن كارلو أنشيلوتي يعيش لحظاته الأخيرة في القلعة البيضاء.
الهزيمة أمام آرسنال فتحت أبواب الجدل حول مستقبله، خصوصًا في ظل تعالي أصوات الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، التي طالبت برحيله وإعادة بناء المشروع الفني مع مدرب شاب.
الصحف المقربة من الإدارة بدأت تشير إلى أن فلورنتينو بيريز يدرس الخيارات المتاحة، ومن بينها تصعيد راؤول جونزاليس من الكاستيا، أو التفاوض مع أسماء مثل تشابي ألونسو.
قد تكون مباراة الإياب في سانتياجو برنابيو الفرصة الأخيرة لأنشيلوتي لإنقاذ موسمه، وربما مسيرته مع الريال، لكن قلب الطاولة بعد هزيمة بثلاثية نظيفة يبدو شبه مستحيل.
وإذا ودّع الفريق البطولة من هذا الدور، سيكون الفشل الأوروبي غير مقبول في نادٍ يُقاس نجاحه بعدد الكؤوس ذات الأذنين.
هكذا، تتجه كل الأنظار إلى ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، ولكن الواضح أن نهاية عهد أنشيلوتي أصبحت قريبة... ما لم يصنع المعجزة.
عن: موقع كوورة