أين الإنسانية من طريق ثرة؟!

إلى كل صاحب ضمير حي...
إلى كل مسؤول ما زال يحمل في قلبه ذرة من إنسانية...
للمرة الثالثة نصرخ، وللمرة الثالثة يُدفن صوتنا بين صخور الصمت والتجاهل، لكننا سنستمر بالنداء، لأن في أعماق هذا الطريق المغلق منذ سنوات، هناك أرواح تُزهق، ومرضى يُحتضرون، وأطفال يُولدون في المجهول...
طريق ثرة – مكيراس – البيضاء ليس مجرد طريق ترابي، بل هو شريان حياة يربط الجنوب بالشمال، ويصل العائلات ببعضها، ويُعيد للإنسان إنسانيته، التي باتت اليوم مهددة على قارعة الحصار والإهمال.
فأين أنتم من الإنسانية؟
أين أنتم من أخلاق الحرب والسلم؟
أين أنتم من أوجاع الأمهات اللواتي يفقدن أبناءهن لأن الطريق المغلق يمنعهن من الوصول إلى المستشفى في الوقت المناسب؟
أين أنتم من الشيخ المسن، من الطالبة، من المزارع، من التاجر، من الحامل التي تموت قبل أن ترى وليدها؟
نحن لا نطالب بمعجزة...
ولا نناشد العالم أن يهب لنا المليارات...
نحن فقط نطالب بـ"فتح طريق"...
نطالب بـ"حق الإنسان في الوصول"...
نطالب بـ"الكرامة في الحركة"...
نطالب بـ"النجاة من الموت المجاني"...
فهل أصبح الطريق ساحة للموت والجبايات بدلًا من أن يكون سبيلًا للسلام والحياة؟!!
اليوم، نُناشد الشرعية، والمجلس الانتقالي، والتحالف العربي، وعلى رأسهم أبناء محافظة أبين الأبية، بأن يقفوا أمام الله، ثم أمام ضمائرهم، لفتح طريق ثرة – مكيراس بشكل عاجل وفوري، دون تأخير أو مساومة.
كفانا جراحًا، كفانا حصارًا، كفانا موتًا بطيئًا اسمه "الإهمال".
هذه صيحة إنسانية
نُطلقها باسم كل المغلوبين على أمرهم في الجنوب،
باسم كل أم تبكي، وكل مريض ينتظر، وكل طفل يحلم أن يرى طريقًا آمنًا في وطنه.

* عميد الأسرى أحمد المرقشي