(5) رصاصات في صدر الحقيقة الضائعة!.. من اغتال عين الجنوب؟!

(5) رصاصات في صدر الحقيقة الضائعة!.. من اغتال عين الجنوب؟!

تحقيق  (الأول) المحرر السياسي:

في تمام التاسعة صباحًا من يوم الثلاثاء، الثاني من يونيو 2020، أُسدل الستار على عدسة وثّقت الحرب بدمها، حين ترصّد مجهولون المصور الصحفي نبيل القعيطي أمام منزله في حي دار سعد بعدن، وأطلقوا عليه وابلًا من الرصاص أودى بحياته على الفور. خمس سنوات مرت، لكن السؤال لا يزال معلقًا في الهواء: من قتل نبيل؟
موقع (الأول) الإخباري يحيي ذكرى الاغتيال بتحقيق صحفي، مؤكدًا تضامنه الكامل مع أسرة الفقيد وزملائه، ويطالب الجهات المختصة في الدولة بسرعة كشف ملابسات الجريمة، وتقديم الجناة إلى العدالة، لتبقى الصحافة محمية.

مصور الثورة
نبيل القعيطي لم يكن مجرد صحفي؛ كان عين الجنوب في زمن العتمة، وعدسته أرّخت فصولًا من الصراع الذي عصف بالبلاد منذ 2015. عمل القعيطي مع وكالة الصحافة الفرنسية، وحاز على ترشيح عالمي لجائزة "روري بيك"، لكنه دفع ثمن صدقه غاليًا، في زمن تغتال فيه الحقيقة كما يُغتال الصحفي.
زملاؤه وصفوه بـ"الرجل الذي التقط أكثر مما يتحمّله الواقع"؛ صور المجازر، الجرحى، النازحين، والجنود في الجبهات.. كل ذلك جعله شوكة في خاصرة قوى لا تريد للتاريخ أن يُوثق.

قصة نجاح ورمز لقضية
يقول الكاتب والصحفي حسين حنشي يعد نبيل حسن عمر صالح القعيطي قصة نجاح معبرة عن الكفاح في زمن القمع والتعتيم فالشاب المتحدر من اسرة محدودة الدخل والذي لم يكمل الثانوية وكان يعمل منذ طفولته في حل لتشليح السيارات يملكه شخصيا عندما استشهد وبعمر (٣٤) كان قد حصل على ارفع جائزة دولية في مجال الشجاعة الصحفية للتصوير في الحروب وعمل لدى اكبر وكالات الصحافة في العالم واكثر القنوات انتشارا ونال جوائز وتكريم الأهم صنع حبًا شعبيا جارفا وساهم في التعريف بقضية كان له الدور الأبرز فيها إعلاميا هي قضية الجنوب ، نبيل استشهد بعد ان صنع تاريخا مهنيا مشرفا كمصور حربي ومصور لوكالة الصحافة الفرنسية وقنوات محلية وعربية.

اغتيال بصمت
بحسب مصادر أمنية، أطلق المسلحون أكثر من 15 رصاصة على القعيطي، وأحدهم كان متنكرًا بزي امرأة. رغم بدء التحقيقات حينها، لم يُعلن أي طرف رسمي عن نتائج، ولم يُكشف عن المشتبهين أو دوافعهم. الملف طُوي كغيره من ملفات دم الصحفيين في اليمن.
ووفقًا لشهود عيان، أقدم أربعة مسلحين ملثمين على إطلاق 15 رصاصة على القعيطي أثناء خروجه من منزله، مما أدى إلى وفاته على الفور. أفادت تقارير بأن أحد المهاجمين كان متنكرًا بزي امرأة، مما سهل عليهم الاقتراب منه دون إثارة الشكوك. تم نقل القعيطي إلى مستشفى أطباء بلا حدود، حيث تأكدت وفاته متأثرًا بجراحه.

غموض وتقصير
رغم مرور الوقت، لم تُكشف نتائج التحقيقات، ولم يُقدّم الجناة إلى العدالة، مما أثار انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوقية وصحفية. لجنة حماية الصحفيين طالبت بإجراء تحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين عن الجريمة، مؤكدة على ضرورة حماية الصحفيين في مناطق النزاع .
وفي عام 2025، وجهت منظمتان حقوقيتان بلاغًا إلى فريق الخبراء الدوليين المعني بالتحقيق في الانتهاكات باليمن، مطالبين بفتح تحقيق دولي في جريمة القتل، وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب .

أين العدالة؟
منظمة "مراسلون بلا حدود" وصفت الجريمة بأنها "هجوم صريح على حرية الصحافة"، فيما طالبت لجنة حماية الصحفيين بتحقيق دولي. ومع ذلك، لم يُحرك ساكن، وسط اتهامات بتقصير السلطات، وتلميحات إلى تورط جهات تمتلك النفوذ والقدرة على طمس الأدلة.

رسالة من قبر الحقيقة
في ذكرى اغتياله الخامسة، ينظر الوسط الإعلامي في الجنوب خاصة واليمن عامة إلى جريمة نبيل القعيطي على أنها وصمة عار في جبين العدالة. بينما تُنشر اليوم صور القعيطي تكريما لذكراه، لا تزال عدن تحتفظ بصمت قاتل... وبقبر مفتوح لأسئلة لم تُدفن بعد.