ندوة في السفارة اليمنية في القاهرة لمناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية وانعكاساتها على مصر واليمن

ندوة في السفارة اليمنية في القاهرة لمناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية وانعكاساتها على مصر واليمن

القاهرة؛ سبأ نت

نظمت سفارة الجمهورية اليمنية لدى جمهورية مصر العربية بالشراكة مع مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ندوة نقاشية بعنوان " الاوضاع الإقليمية وانعكاساتها على مصر اليمن " 

وفي افتتاحية الندوة التي حضرها عدد كبير من السياسيين واعضاء السلك الدبلوماسي والباحثين والإعلاميين وأدارتها ميساء شجاع الدين الباحث الاول بمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، أكد السفير خالد محفوظ بحاح في كلمته الافتتاحية على ان هذه الندوة تأتي استمراراً في مشروع الدبلوماسية العامة لتعزيز الحوار الاستراتيجي بين الهيئات الدبلوماسية ومراكز الفكر والمهتمين بالشأن العام في المنطقة، مشيراً الى ان تعقيدات الاوضاع الوطنية والاقليمية نتيجة الاحداث المتسارعة في المنطقة، الامر الذي يتطلب خلق فضاء عام للنقاش وتقديم الرؤى والتصورات السياسية لمواجهتها، وقد شهدنا ذلك بعد احداث السابع من اكتوبر ودخول الميليشيات الحوثية على خط التصعيد وما نتج عنه من اضرار مباشرة على الاقتصاد العالمي بشكل عام وعلى مصر واليمن بشكل خاص، فقد خسرت مصر مايزيد عن سبعة مليارات دولار من ايرادات قناة السويس كما خسرت اليمن ما تبقى من بناها التحتية نتيجة الضربات الامريكية والاسرائيلية.

واضاف بحاح " ان الاحداث الراهنة اثبتت الحاجة الى تحالفات استراتيجية لمواجهة المخاطر المحدقة بالمنطقة وامنها الاقليمي تكون مصر بثقلها العربي ودورها التاريخي فاعلاً رئيسياً فيها".

وتحدث ماجد المدحجي رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية عن التطورات القادمة في البحر الاحمر اعتماداً على نتيجة التحولات الحاصلة في المنطقة والى اين من الممكن ان تذهب الميليشيات الحوثية بعد موافقة البرلمان الايراني على اغلاق مضيق هرمز، وهو ما سيشكل السيناريو الاسوأ في المنطقة، خاصة اذا ما تحرك الحوثيون لاغلاق مضيق باب المندب وبالتالي قناة السويس.

واستعرض المذحجي مراحل تطور سيطرة الميليشات الحوثية على البحر الاحمر وكيف شكلت نقطة فارقة في تهديد امن البحر الاحمر والمنطقة بشكل عام، خاصة في ظل التخادم الحاصل بين الجماعة وجماعات ما دون الدولة في القرن الافريقي وشرق افريقيا كجماعة الشباب في الصومال والجماعات الارهابية في شرق ووسط افريقيا، مشيراً الى ان المسارات القادمة ستعتمد على استجابة طهران لمطالب واشنطن، والتي ان تحولت الى تصعيد العمليات العسكرية فسيكون البحر الاحمر مسرحاً لعملياتها..

وتحدث الدكتور خالد عكاشة رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية عن التطورات الاقليمية في ضوء الصراع المباشر بين اسرائيل وايران والموقف العربي منها، والذي كان واضحاً تجاه هذا الصراع من خلال الاصطفاف العقلاني المتفهم بان الاقليم لا يحتمل المزيد من الصراعات، مشيراً الى ان ما حدث في ١٣ يونيو ساهم في توحيد الرؤية العربية حول المخاطر المستقبلية لتوسع الصراع.

وحول رؤية الدولة المصرية لهذه التطورات اشار عكاشة الى ان مصر تنظر الى ما يدور في الاراضي الفلسطينية باعتباره شأناً مصرياً خالصاً، واعتبر ان ما يحدث اليوم من تطورات قد رفع منسوب القلق لدى الدولة المصرية، التي ترى بان فقدان التوازنات الاقليمية لن يخدم سوى مشروع دولة الاحتلال.

واشار عكاشة الى الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية لمحاولة تجنب هذا الصراع، وتهدئة الاوضاع في الاقليم من خلال تجنب اشتراك جماعات دون الدولة في توسيع رقعته، والتي تعتبرها مصر خطاً احمر حتى لو كانت تحت شعارات قومية او وطنية، مشيراً الى ان الحرب الاسرائيلية على ايران قد تنتهي قريباً لكننا امام معادلة جديدة في المنطقة تحتاج الى اجندة ومنظومة عمل مختلفة تحمل مشروعاً عربياً رشيداً لمواجهة التحديات والتعامل مع المستقبل بجدية واتحاد يفرض على المجتمع الدولي رؤية عربية واحدة لمستقبل المنطقة.

وتحدث الدكتور عبدالفتاح نور احمد الكاتب والباحث السياسي الصومالي عن تهديدات جماعة الشباب والحركات الارهابية في شرق ووسط افريقيا على امن البحر الاحمر والمنطقة، وكيف اسهمت خلال الفترة الماضية في زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة بشكل عام والبحر الاحمر بشكل خاص، مشيراً الى ان الصومال اليوم بحاجة الى جهود كافة اشقاءها العرب وفي مقدمتهم جمهورية مصر العربية لاستعادة الامن والاستقرار في هذه البقعة المهمة من القرن الافريقي التي تؤثر بشكل مباشر على امن المنطقة.

ومن جانبه تحدث الدكتور حسن ابو طالب مستشار مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية، عن ما يمكن ان تقدمه جماعات ما دون الدولة المتحالفة مع ايران لتغيير موازين الصراع الاسرائيلي الايراني، بعد التدخلات الامريكية المباشرة لضرب المفاعلات النووية الايرانية، والتي تعتبر تعبيراً مباشراً عن التدخل الامريكي لاعادة تشكيل المنطقة بما يتوافق مع المشروع الاسرائيلي في تماهٍ واضح بين المشروعين، متطرقاً الى الدور الذي لعبته المؤسسات الامريكية في دعم المشروع الاسرائيلي طوال فترة الحرب على قطاع غزة.

واشار ابو طالب الى انعكاسات التحالف الامريكي الاسرائيلي على قدرة اذرع ايران على الحركة والاسهام في تقوية الموقف الايراني الذي بات ضعيفاً بعد انهيار منظومة الدفاع الجوي وضعف موقف حلفاء ايران الواضح ( الصين وروسيا) ، وهي الصيغة التي تضمنتها اتفاقات التعاون الاستراتيجي التي لا تلزمهما بالتدخل في مثل هذه الاوضاع، معتبراً ان هذا الأمر ينعكس على الاذرع الخارجية التي باتت مقيدة بمواقف دولها وشعوبها التي لن تسمح باقحامها في الصراع الدائر.

اثريت الندوة بنقاشات ومداخلات عالية المستوى، من قبل الحضور،  قام المتحدثون بالرد عليها.