الرئيس علي ناصر يكشف أبرز محطات جيش الجنوب.. من (الإنشاء حتى التفكيك)

الرئيس علي ناصر يكشف أبرز محطات جيش الجنوب.. من (الإنشاء حتى التفكيك)

تقرير (الأول) خاص:

في ذكرى تأسيس القوات المسلحة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، استعاد الرئيس الأسبق علي ناصر محمد محطات بارزة من مسيرة الجيش، مؤكداً أن هذا الصرح بُني بإرادة سياسية صلبة منذ العام 1970، حين أعلن بصفته وزيرًا للدفاع عن إنشاء الكلية العسكرية في معسكر صلاح الدين بعدن، ليُعتمد ذلك اليوم عيدًا للقوات المسلحة.

من جيش ناشئ إلى قوة إقليمية
وأشار الرئيس الأسبق ناصر إلى أن الجيش حينها كان صغيرًا وضعيفًا، لكن الخطة الخمسية (1970–1975) نجحت في تحويله إلى مؤسسة عسكرية حديثة، عبر إدخال صنوف الأسلحة المختلفة من الدروع والمدفعية والصواريخ والدفاع الجوي، إلى جانب تأسيس القوات الجوية والبحرية، وإنشاء مدارس وكليات لتأهيل الضباط داخل البلاد وخارجها.
وبحلول منتصف السبعينيات، تحوّل الجيش – بحسب علي ناصر – إلى قوة إقليمية مهابة قوامها نحو 100 ألف جندي وضابط، مدعومين ببنية مؤسسية متماسكة و18 دائرة تخصصية.

حضور عربي ودعم للقضية الفلسطينية
وأكد الرئيس ناصر أن جيش اليمن الديمقراطي وقف إلى جانب قضايا الأمة العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث شارك في حرب أكتوبر 1973 عبر منع السفن الإسرائيلية من عبور مضيق باب المندب، وهو القرار الذي أثار احتجاج رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك جولدا مائير. كما ساهمت وحدات من الجيش في إرسال كتيبة لحفظ السلام في لبنان خلال الحرب الأهلية.

التهميش بعد 1994 والحرب المستمرة منذ 2015
ولفت الرئيس الأسبق ناصر إلى أن هذه المؤسسة الوطنية تعرضت للتهميش والتفكيك بعد حرب 1994، فيما جاءت حرب 2015 لتدخل البلاد في صراع دموي مستمر للعام الحادي عشر، أدى إلى إضعاف الدولة وتمزق النسيج الاجتماعي، وحلول الميليشيات مكان الجيش الوطني.
وأضاف أن هذا المشهد ليس مقتصرًا على اليمن، بل يتكرر في عدة دول عربية مثل العراق وسوريا وليبيا والسودان ولبنان، ما أضعف الموقف العربي العام، خاصة تجاه القضية الفلسطينية.

دعوة لمواجهة المشروع الصهيوني
وفي هذا السياق، انتقد الرئيس علي ناصر محمد التوسع الإسرائيلي وسياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يروّج لفكرة "إسرائيل الكبرى"، داعيًا الدول العربية وجامعة الدول العربية إلى بلورة مشروع عربي مضاد يحمي الأمن القومي العربي ويواجه المشروع الصهيوني.

الحوار بديلاً عن الحرب
واختتم حديثه بالتأكيد على أن المخرج لليمن لن يكون إلا عبر الحوار، من خلال عقد مؤتمر وطني جامع يفضي إلى استعادة الدولة، برئيس واحد وحكومة اتحادية وجيش وطني موحد، بعيدًا عن المناطقية والولاءات الضيقة.
كما ربط ذكرى تأسيس الجيش اليوم بما يجري في فلسطين، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يواجه حرب إبادة وتهجير وسط صمت عربي وإسلامي ودولي، في حين تتحرك الشعوب الغربية تضامنًا، قائلاً بأسف: "كنا نأمل أن تحذو الشعوب العربية حذو شعوب العالم، لكن ذلك لم يحدث."