سلام الله على مقايل زمان!
مسعود عمشوش
على الرغم من أنني من أشد المعارضين لتعاطي القات، مثل غيره من المنبهات والمخدرات، يحدث أن أحضر بعض المقايل دون تعاطي القات طبعا. بل أنني كنت خلال تسعينيات القرن الماضي أشارك د. حسين باسلامه في إدارة النقاش في مقيل/منتدى الفقيد صالح باصرة كل يوم اثنين أو خميس. وحينها كان عليّ في بعض الحالات أن أقاطع بعض المتحدثين الذين، تحت تأثير القات، يستطردون في الحديث، ويقومون بالربط بين أفكار وأحداث يصعب الربط بينها في الواقع. بل أن منهم من يهيم ويضع مشاريع سياسية واقتصادية خطيرة. حتى أنني قلت حينها أن كثيرا من أفكار البيض تمّت بلورتها في مقايل وفي لحظات قرحة القات.
وأجمالا كان لمقايل القات، التي أطلق على بعضها في عدن: منتديات، -على الرغم من أضرارها الجمة-، بعض الإيجابيات، فهي بالتأكيد فرصة ومدرسة للتدرب على الحديث والإلقاء، والتعرف على كثير من البشر، وعلى اتجاهاتهم وانتماءاتهم وطرق تفكيرهم. وكانت كذلك فرصة للقاء بعض الزملاء بشكل دوري.
لكن اليوم لاحظت أن بعض المستجدات قد طرأت على مقايل القات، أو على الأقل على تلك التي أتيحت لي الفرصة بالاطلاع على ما يجري فيها. فاليوم في كل مقيل تجد رب البيت يضع تحت تصرف المخزنين مودم نت سريع السرعة وبعض المخزنين يرحرصون على إحضار مودماتهم الخاصة. وجميع المخزنين لديهم تلفونات حديثة، وحالما يدخلون المقيل يتكئون على المداكي والمخدات ويشرعون في تصفح الواتس والفيس بوك. وكثير منهم ترى أمامه شيشة تقليدية وبعضهم لديه شيش الكترونية. وبصراحة هناك احتمال أنك ستدخل المقيل وتخرج ولن يشعر بدخولك أو خروجك 95% من المخزنين والمشيشين الموتسين والمفسبكين، والمتفرجين على الأفلام وخلافه.
المهم، على الرغم من مخاطر القات والمقايل أقول: سلام الله على مقايل زمان.