أصوات جنوبية تدق ناقوس الخطر!!.. دعوات لـ(الانتقالي) لمنع التآكل سياسي والشعبي!

أصوات جنوبية تدق ناقوس الخطر!!.. دعوات لـ(الانتقالي) لمنع التآكل سياسي والشعبي!

تقرير (الأول) المحرر السياسي:

تشهد الساحة الجنوبية حالة من الجدل والنقاش الداخلي غير المسبوق، بعد تصريحات وتحذيرات أطلقها عدد من أبرز الصحفيين والسياسيين الجنوبيين، في مقدمتهم صلاح بن لغبر وياسر اليافعي، واللذان عبّرا عن قلق متزايد تجاه مسار المجلس الانتقالي الجنوبي في المرحلة الراهنة، داعين قيادته إلى مراجعة شاملة وتحديد واضح لهويته السياسية، حفاظًا على مكتسبات القضية الجنوبية.

بن لغبر: غموض الهوية (خطر)!
في مقال نشره عبر حسابه الرسمي، دعا الكاتب والصحفي صلاح بن لغبر قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى ضرورة تحديد هويتها السياسية بوضوح، مؤكدًا أن الغموض الحالي جعل المجلس يعيش "حالة تيه سياسي" بين ثلاثة مسارات متناقضة — كونه سلطة حاكمة، أو قوة معارضة، أو حركة ثورية تقود مشروعًا تحرريًا.
وأوضح بن لغبر أن هذا الارتباك في تحديد المسار أفقد المجلس جزءًا من وضوح هويته الأصلية التي انطلق منها، مشيرًا إلى أن المشاركة في السلطة لا تتعارض مع الهوية الثورية الجنوبية، لكنها تتطلب الحفاظ على جوهر المشروع التحرري، وعدم الذوبان في التعقيدات السياسية الراهنة.
وشدّد على أن وضوح الهوية هو الأساس الذي تُبنى عليه المواقف والسياسات والاستراتيجيات، محذرًا من أن استمرار الغموض سيجعل القرارات والمواقف خاضعة للأهواء وردّات الفعل، لا للرؤية السياسية المدروسة.
وختم بن لغبر حديثه بالتأكيد على أن دعوته ليست نقدًا للمجلس الانتقالي، بل "حرص من محبّ صادق يرى أن وضوح الهوية هو مفتاح البقاء السياسي"، مؤكدًا أن الجنوب اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى مجلس قوي يمتلك رؤية فكرية واستراتيجية واضحة.

اليافعي: تهميش القيادات (خطر)!
من جانبه، وجّه الصحفي والناشط السياسي ياسر اليافعي رسالة علنية عبر منصتي "فيسبوك" و"تويتر"، عبّر فيها عن قلقه من المسار الذي يسلكه المجلس الانتقالي منذ عام 2022، مشيرًا إلى ما وصفه بـ"تفرد في صناعة القرار وتهميش للقيادات المؤسسة ذات المواقف المشهودة".
وقال اليافعي إن هذا النهج يمثل خطرًا على مستقبل القضية الجنوبية، داعيًا إلى مراجعة جادة ومسؤولة تحفظ المشروع وتعيد الاعتبار للعمل المؤسسي داخل المجلس، مشددًا على أن الاحتفاظ بالقيادات القوية، حتى في ظل اختلاف الرؤى، يمثل تمكينًا للمشروع وليس عبئًا عليه.
وأشار إلى أن كثيرًا من قيادات الصف الأول باتوا خارج دائرة الفعل السياسي، وهو ما خلق — بحسب وصفه — "بيئة غير صحية لإدارة مشروع بحجم القضية الجنوبية"، محذرًا من أن استمرار النهج الحالي سيقود إلى خسائر سياسية وشعبية كبيرة، وربما إلى فقدان الحاضنة الشعبية في بعض المحافظات.
واختتم اليافعي منشوره قائلاً إن نصيحته تُسجَّل علنًا وستبقى شاهدة، مؤكّدًا أن تجاهلها قد يؤدي إلى ندم كبير في المستقبل، إذا لم تُجرَ مراجعة جذرية تعيد الروح للمؤسسات وتحافظ على الرجال الصادقين الذين أسهموا في بناء المشروع الجنوبي منذ انطلاقه.

مراقبون: الانتقادات الداخلية تدق ناقوس (الخطر)!
يرى مراقبون سياسيون أن تصريحات بن لغبر واليافعي تمثل جرس إنذار مبكر داخل البيت الجنوبي، وأنها تعكس حرصًا على تصحيح المسار أكثر من كونها حالة من المعارضة.. مشيرين إلى أن مثل هذه الأصوات تساعد على تجديد الدماء الفكرية والسياسية داخل المجلس، خصوصًا مع تعقّد المشهد الإقليمي والداخلي.
ويؤكد هؤلاء أن إعادة تحديد هوية المجلس السياسية والفكرية، وتفعيل العمل المؤسسي، وإشراك الكفاءات الجنوبية في صناعة القرار، هي الخطوات الكفيلة بالحفاظ على وحدة الصف الجنوبي، ومنع أي تآكل سياسي أو شعبي في المستقبل.