الزعيم الهارب.. عبدالملك الحوثي من حرب عصابات محلية إلى حرب جيوش دولية!
قالت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، أن زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، بات آخر قائد ميداني في العالم العربي ما يزال متخفياً ويقاوم الضغوط الإقليمية والدولية.
                                (الأول) متابعة خاصة:
على مدى أكثر من عقد من الزمن، نجح عبد الملك الحوثي، الزعيم اليمني للحوثيين، في الصمود أمام محاولات تصفيته أو شل حركته، ليصبح آخر الزعماء المقاتلين في الشرق الأوسط بحسب أنصاره، معتمداً على استراتيجية سرية ودعم إيراني مستمر.
من الكهوف إلى قيادة الحرب
قصير القامة وهادئ الصوت، اعتمد الحوثي على الاختباء في الكهوف وعقد الاجتماعات عبر الفيديو، محافظاً على سرية مكانه، بينما قاد جماعته في حرب عصابات ضد خصوم أقوى منه. وأكدت مصادر استخباراتية أن الحوثي سيواصل نهجه في المواجهة، مستفيداً من تجربة حرب غزة التي عززت مكانته على الصعيد الإقليمي.
حماية الممرات البحرية والرد على إسرائيل
مع تصاعد الصراع في غزة، استهدف الحوثيون السفن التجارية في البحر الأحمر، ما أعاد الاهتمام الدولي بهم، ودفع وسطاء عربًا للتواصل معهم لوقف الهجمات. الحوثي رفض تخفيف التصعيد ما لم تتوقف العمليات الإسرائيلية، مؤكداً التزامه بدعم حليفه الفلسطيني، حركة حماس.
شخصية قيادية مركبة
يُنظر إلى الحوثي بين أتباعه كشخصية أبوية وزعيم ديني، يدّعي النسب من نسل النبي محمد. ويستند في حكمه على مزيج من التأثير الديني الصارم والقمع السياسي، بينما تظل أجزاء من اليمن خارج سيطرته، لكنه يسيطر على مناطق استراتيجية تشمل موانئ وأصول اقتصادية تدرّ على الجماعة ملياري دولار سنويًا.
الدعم الإيراني والاستراتيجية العسكرية
منذ صعوده، حصل الحوثيون على دعم إيراني أساسي بالسلاح والتمويل، مما مكن الجماعة من توسيع نفوذها في اليمن، والرد على السعودية والإمارات بصواريخ وطائرات مسيرة، مهدداً منشآت النفط والملاحة البحرية. وقد لعبت هذه القدرة على الردع دورًا كبيرًا في تعزيز مكانة الحوثي على الساحة الإقليمية.
النفوذ الإقليمي والمكانة الدولية
رفع الحوثي مكانة جماعته إلى مستوى القوى الكبرى، خاصة بعد مشاركته في الصراع الفلسطيني ودعم غزة، ما أكسبه اهتمامًا واسعًا في العالم العربي، حيث يُنظر إليه كآخر مدافع صادق عن القضية الفلسطينية، بينما ارتفعت معدلات التجنيد في صفوف جماعته إلى نحو 350 ألف مقاتل بحلول 2024.
القسوة الداخلية وفرض السيطرة
في الداخل، يُمارس الحوثي ضغوطاً صارمة على السكان، تشمل التجنيد الإجباري للأطفال، الدورات الدينية المكثفة للشباب، والتعذيب في السجون، بما في ذلك الإعدامات والعزلة التامة. وتُظهر التقارير أن الجماعة تستخدم السلطة الدينية والسياسية لضمان الولاء، وتحوّل مناطق سيطرتها إلى مركز نفوذ سياسي وعسكري واقتصادي.
عبد الملك الحوثي.. رمز المقاومة والصراع المستمر
رغم كل الضغوطات الإقليمية والدولية، بقي الحوثي صامداً، محافظاً على قيادته وجماعة مسلحة قوية، وجاعلاً من كهوف صعدة مركزًا للصراع الإقليمي، معزّزًا مكانته على الصعيد العربي والدولي، ومثبتاً أن استراتيجيته القائمة على الصمود والمواجهة قد جعلت منه آخر الزعماء المقاتلين في الشرق الأوسط.                        
