من التاريخ إلى المستقبل.. (5) مشاريع عملاقة تضع (المخا) على أبواب ثورة تنموية كبرى
مدينة المخا، التي طالما ارتبطت بتاريخها العريق في تجارة البن والموانئ العالمية، على أعتاب تحول غير مسبوق سيعيد رسم خريطتها الاقتصادية والسياحية بالكامل. خمس مشاريع عملاقة، من مطار دولي وميناء عالمي إلى مدينة سياحية بحرية وتراثية، ومحطة تحلية مياه، ومنطقة صناعية حديثة، ستفتح صفحة جديدة في تاريخ المدينة، محولة إياها من مدينة ساحلية نائمة إلى قلب نابض للفرص على الساحل الغربي. المستقبل هنا… والمخا لن تكون كما كانت بعد اليوم.
تقرير (الأول) المحرر السياسي:
تشهد مدينة المخا على ساحل البحر الأحمر حراكاً تنموياً متسارعاً يضعها على أعتاب تحول استراتيجي كبير، مع انطلاق العمل في خمسة مشاريع عملاقة تستهدف إعادة إحياء دور المدينة التاريخي كمركز تجاري وبحري بارز، وتعزيز حضورها كوجهة اقتصادية وسياحية واعدة في المنطقة.
المخا من التاريخية إلى سياحية
يتصدر المشهد مشروع إنشاء مدينة سياحية بحرية وتراثية تعكس هوية المخا الثقافية والتجارية القديمة التي ارتبطت تاريخياً بتجارة البن والموانئ العالمية. ويهدف المشروع إلى استقطاب الزوار من مختلف المحافظات والمناطق العربية، من خلال مرافق سياحية وخدمات ترفيهية متكاملة، ما يعزز النشاط الاقتصادي ويخلق فرص عمل جديدة لأبناء المنطقة.
تطوير ميناء المخا نحو العالمية
وفي إطار الخطة الشاملة، يشهد ميناء المخا أعمال تطوير شاملة لتحويله إلى ميناء تجاري دولي حديث قادر على استقبال مختلف أنواع السفن. ويُتوقع أن يسهم هذا المشروع في تنشيط حركة التجارة والاستيراد والتصدير، وفتح آفاق اقتصادية واسعة أمام المستثمرين المحليين والأجانب، إلى جانب توفير آلاف فرص العمل للشباب.
محطة تحلية مياه حديثة لحل أزمة المياه
كما يجري العمل على إنشاء محطة متطورة لتحلية مياه البحر، تُعد من المشاريع الحيوية لتخفيف أزمة المياه المزمنة التي تعاني منها المدينة والمناطق المجاورة. ومن المنتظر أن تساهم المحطة في دعم القطاع الزراعي وتحسين جودة الحياة للسكان عبر توفير مياه صالحة للشرب والاستخدام الزراعي.
منطقة صناعية صغيرة ومتوسطة لتعزيز الإنتاج المحلي
وفي المجال الصناعي، تشمل الخطة إنشاء منطقة صناعية مخصصة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، تهدف إلى تحفيز الإنتاج المحلي، وتشجيع رواد الأعمال والمستثمرين على إقامة مشاريع متنوعة تسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد وتوفير فرص عمل مستدامة.
مشروع تطوير البنية التحتية الحديثة
ويتكامل المشهد مع مشروع تطوير شامل للبنية التحتية يربط الميناء بالمناطق الصناعية والسكنية الحديثة عبر شبكة طرق حديثة، ما يسهل حركة البضائع والخدمات، ويهيئ بيئة متكاملة للاستثمار والنمو الاقتصادي.
مطار المخا الدولي... رافد وطني
وفي سياق متصل، أكد مستشار الرئيس اليمني عبدالملك المخلافي أن مشروع مطار المخا الدولي يُعد أحد أبرز المشاريع الوطنية الاستراتيجية، موضحاً أنه سيخدم محافظات تعز والحديدة وإب، في ظل استمرار إغلاق مطاري تعز والحديدة.
وأشار المخلافي إلى أن المشروع يتكامل مع شبكة الطرق الحديثة والميناء الجديد، ليشكل منظومة نقل متكاملة براً وبحراً وجواً، تسهم في تعزيز التنمية وتوسيع دائرة النشاط التجاري والاستثماري في المنطقة الساحلية.
كما ثمّن المخلافي جهود الفريق طارق محمد عبدالله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في متابعة تنفيذ المشاريع وتحويلها إلى واقع، مشيداً بالدعم الكبير المقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة، وما تقدمه المملكة العربية السعودية عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن من مشاريع في مختلف المجالات.
رؤية تنموية متكاملة نحو المستقبل
وبحسب مصادر محلية، فإن هذه المشاريع تأتي ضمن رؤية تنموية متكاملة تهدف إلى جعل المخا مركزاً اقتصادياً محورياً على البحر الأحمر، يخدم محافظة تعز والمنطقة الغربية من اليمن. وتشير المعلومات إلى أن العمل يسير بوتيرة متسارعة، وسط دعم رسمي واسع لضمان استمرارية التنفيذ دون عوائق.
