زلزال قادم من سجن باريس.. الرئيس الفرنسي السابق يكسر محظوراً تاريخياً ويقود (ثورة) انتقامية!!
(الأول) وكالات:
في خطوة وصفتها صحيفة "التلغراف" البريطانية بأنها "واحدة من أكبر التحولات السياسية في فرنسا الحديثة"، يستعد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لإحداث قطيعة تاريخية مع عقود من السياسة الفرنسية، مُهدداً بإنهاء وجود يمين الوسط (الجبهة الجمهورية) إلى الأبد.
وبحسب التقرير، فإن ساركوزي، الذي مر بتجربة السجن، بدأ يدير ظهره لسياسة العزل السياسي لليمين المتطرف، وكسر المحظور الذي دام عقوداً بتأييده العلني لـتحالف واسع يشمل حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان.
تخلٍ عن "الجبهة الجمهورية"
يشير التقرير إلى أن خطوة ساركوزي تضفي شرعية فعلية على تحالفه مع اليمين المتطرف، وهو ما يمثل نقطة تحول قد تُنهي مسيرة يمين الوسط، خاصة أن الرجل أكد أنه "قطعًا: لا" يمانع وصول مارين لوبان إلى السلطة، وأن استبعاد التجمع الوطني من الجبهة الجمهورية سيكون "خطأً".
وشدد ساركوزي على أن إعادة بناء اليمين لا يمكن أن تتم إلا من خلال "أوسع تحالف ممكن، دون استثناءات أو عداء"، مما يمهد الطريق لتحالفات غير تقليدية تنهي فترة العزل السياسي لليمين المتطرف التي طالما اعتمدت عليها الأحزاب التقليدية.
إشادة مفاجئة ووريث لشيراك
أثارت مواقف ساركوزي ضجة كبرى عندما أشاد بجوردان بارديلا (30 عاماً)، حليف لوبان والمرشح المحتمل للرئاسة، مُقدماً إياه على أنه "الوريث المعاصر" للرئيس الراحل جاك شيراك، الذي ناضل حياته ضد الجبهة الوطنية. وقال ساركوزي إن خطاب بارديلا "لا يختلف كثيرًا عن خطابنا في ذلك الوقت"، مما يضع "بارديلا" في واجهة اليمين المحافظ المؤيد للمشاريع.
من جانبه، أشاد بارديلا بتصريحات ساركوزي "الواضحة"، مؤكداً أن سياسة العزل السياسي القديمة قد ولّت، وأن حزب الجمهوريين "أصبح حزبًا صغيراً لا يستطيع الفوز بمفرده".
أزمة وجودية ليمين الوسط
تؤكد الأرقام هذه "الصدمة الوجودية"، حيث انخفض تمثيل حزب يمين الوسط، الذي كان يحكم فرنسا، إلى 49 نائباً فقط، مقابل 123 نائباً لحزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف). وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين اليمينيين يوافقون على أن الأحداث تجاوزت يمين الوسط، الذي قد يصبح جزءاً من الماضي فعلاً.
