بعد اقتحام المسجد الأقصى.. انطلاق مسيرة الأعلام الاستيطانية في القدس
بدأت مساء اليوم الأربعاء، مسيرة الأعلام الاستيطانية السنوية بمناسبة ذكرى احتلال القدس بمشاركة عشرات آلاف المستوطنين المتطرفين الذين يحتشدون في هذه الأثناء في مركز المدينة، ومن هناك سينطلقون بعد قليل رافعين الأعلام الإسرائيلية باتجاه البلدة القديمة من القدس المحتلة.
وتأتي مسيرة الأعلام بمناسبة ما يُسمى إسرائيلياً يوم توحيد شطري القدس المحتلّة، عقب نكسة 1967، أو ما تسميها إسرائيل حرب الأيام الستة، واحتلال الشطر الآخر من القدس. وتُنظّم المسيرة هذا العام في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ نحو ثمانية أشهر.
وسيقوم المستوطنون في منطقة باب العامود بما تسمى رقصة الأعلام بمشاركة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير وعدد من وزراء وأعضاء الكنيست من أحزاب اليمين المتطرفة.
وكانت ساحات المسجد الأقصى شهدت منذ الصباح اقتحامات غير مسبوقة من قبل ما مجموعه 1980 مستوطناً خلال جولتي اقتحام تخللتهما إقامة حلقات رقص وغناء داخل ساحات المسجد ورفع الأعلام الإسرائيلية داخل الساحات.
وشهدت البلدة القديمة خلال ذلك سلسلة من الاعتداءات على فلسطينيين وعلى صحافيين أجانب وطواقم صحافية عربية وفلسطينية من قبل مستوطنين مسلحين شوهد العشرات منهم ببنادق أوتوماتيكية، وعصي استخدمت في الاعتداء على المارة الفلسطينيين على مرأى من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
كما حدث في منطقة باب العامود وشارع الواد وحي السلسلة، حيث اندلعت اشتباكات بالأيدي بين الطرفين، فيما اعتقلت قوات الاحتلال الناشط المقدسي محمد أبو الحمص بعد مشادات بينه وبين المستوطنين ومحاولتهم الاعتداء عليه.
وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، قد قررت تحت ضغوط مارسها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، مرور مسيرة الأعلام الاستيطانية والاستفزازية في ما يُسمى إسرائيلياً "يوم القدس"، اليوم الأربعاء، من باب العامود وصولاً إلى حائط البراق في القدس المحتلة. وستنشر الشرطة ثلاثة آلاف عنصر على طول مسار المسيرة التي ستنطلق من وسط المدينة.
وقالت شرطة الاحتلال، في بيان لها، إنه لا توجد معلومات استخباراتية تشير إلى نية المس بالمسيرة، وإن "محاولات إشعال الوضع منخفضة أكثر من سنوات سابقة".
كما أوضحت الشرطة أنه "يتم أخذ كافة الأحداث بعين الاعتبار، وطُبّقت سيناريوهات لعدد من الأحداث المحتملة، بما في ذلك احتمال إطلاق صواريخ على المدينة خلال المسيرة".
وعادة ما تشهد المسيرة الاستفزازية أجواء مشحونة بين المستوطنين والفلسطينيين الذين يحاولون التصدي لهم ولاستفزازاتهم واعتداءاتهم. وأطلقت حركة حماس في عام 2021 صواريخ باتجاه القدس المحتلة بالتزامن مع المسيرة، ما أدى إلى فضّها.
وتعليقاً على مسيرة الأعلام الإسرائيلية، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الأربعاء، إن "عربدة المستوطنين في القدس تؤكد أنها محور الصراع، وشعبنا لن يستكين حتى يرحل الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
وعلى صعيد المفاوضات في غزة، قال هنية إن "حركة حماس وفصائل المقاومة سوف تتعامل بجدية وإيجابية مع أي اتفاق على أساس وقف العدوان بشكل شامل والانسحاب الكامل والتبادل للأسرى"، مضيفا أن "حركة حماس تدير المفاوضات متسلحة بهذا الموقف الذي يمثل إرادة شعبنا ومقاومته الباسلة".
إلى ذلك، قالت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان لها، إنّ "مسيرة البلطجة الصهيونية في القدس الشريف اعتداء سافر على قبلة المسلمين الأولى والمقدسات".
وأضافت: "النازيون الصهاينة يظنون أنهم باعتدائهم على الأقصى قد يعوضون الإذلال الذي لحق بهم بغزة والضفة"، داعية كل أبناء الشعب الفلسطيني إلى "التصدي للبلطجة الصهيونية دفاعاً عن كرامة الأمة العربية والإسلامية".