"الدوبامين".. مفتاح الدماغ لفهم الآخرين
أظهرت دراسة حديثة، نشرها موقع "menafn" الطبي، أن النقص في نسبة الدوبامين قد يسهم بشكل مباشر في تطوّر الصعوبات الاجتماعية الملحوظة في حالات مثل مرض باركنسون والفصام؛ مما أثار التفاؤل بشأن طرق علاجية جديدة.
وبحسب الدراسة، فإن الأفراد الذين يعانون اضطرابات تؤثر في نظام الدوبامين يواجهون غالبًا صعوبات في التفاعلات الاجتماعية، بما في ذلك التعرف على المشاعر والحالات العقلية، وهو ما يعرف بـ "نظرية العقل"، ويؤثر هذا التحدي بشكل كبير في العلاقات الاجتماعية وجودة الحياة.
وأضافت الدراسة أنه حتى الآن لم يكن واضحًا ما إذا كانت هذه الإعاقات تنبع مباشرة من اضطراب توازن الدوبامين، أو من عوامل أخرى مرتبطة بهذه الاضطرابات.
وتسلط الدراسة الضوء على هذه القضية من خلال تحليل مستويات الدوبامين لدى الأفراد الأصحاء، فقد استهدف الباحثون دور هذا الناقل العصبي في الإدراك الاجتماعي، ومن خلال استخدام دواء يقلل من نشاط الدوبامين مؤقتًا، تم تقييم قدرات المشاركين على تفسير التفاعلات الاجتماعية المتعلقة بأشكال مجردة، مثل تعبيرات الوجه.
وأوضحت الدكتورة جين دو، الباحثة الرئيسة في البحث، أنه تم إعطاء دواء منع الدوبامين لـ 33 متطوعًا سليمًا لفحص استجابتهم لمقاطع الفيديو التي تصور تفاعلات مجردة مثل المثلثات المتحركة.
وأظهرت النتائج أن انخفاض مستويات الدوبامين يقلل من قدرة المشاركين على تفسير هذه التفاعلات بدقة.
وأكدت الدراسة أن الدوبامين يلعب دورًا حاسمًا في كيفية إدراك الأفراد وفهمهم للإشارات الاجتماعية، مع التأكيد على أن الأفراد الذين يعانون حالات مثل مرض باركنسون غالبًا ما يظهرون انخفاضًا في تعبيرات الوجه وانسحابًا اجتماعيًا، نتيجة ضعف وظيفة الدوبامين.
وقدمت الدراسة تصورات مستقبلية واعدة بشأن استخدام علاجات الدوبامين لتحسين الأداء الاجتماعي لدى الأفراد الذين يعانون اضطرابات تؤثر في هذا الناقل العصبي، مثل مرض هنتنغتون ومتلازمة توريت.