كلاهما قادر على تفجير الحرب العالمية الثالثة.. بوتين وترامب سر العلاقة المثيرة لقلق العالم
(الأول) وكالات:
ذهب خبراء إلى أن التقارب بين الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يثير قلق أوروبا وحزب الديمقراطيين في الولايات المتحدة، بما يخلفه من انعكاسات على الوضع في أوكرانيا وعلى نتائج أي أنتخابات أمريكية قادمة.
وصول ثقيل على أوروبا
ويقول الخبير في الشؤون الأوروبية، محمد رجائي بركات، إن هناك تخوفا لدى الأوروبيين من التقارب بين ترامب وبوتين، بأن يكون ذلك على حساب أوكرانيا والدعم الموجه من واشنطن إلى كييف لمواجهة الجيش الروسي، ويمتد التخوف بأن تبقى دول الاتحاد الأوروبي وحيدة أو تُجبَر في حال عدم تمكنها من تقديم الدعم للأوكرانيين على تبني الموقف الأمريكي، والموافقة على مفاوضات تجري لوقف الحرب، مما يعني تخلي أوكرانيا عن المقاطعات الأربع، وهذا الأمر يزعج الأوروبيين أمام روسيا.
وبحسب بركات في حديث لـ"إرم نيوز"، فإن وصول ترامب إلى البيت الأبيض يأتي ثقيلا على كبار المسؤولين الأوروبيين، الذين دائما ما كانوا يطالبون باستعادة كييف للسيادة على كافة الأراضي الأوكرانية، بما فيها شبة جزيرة القرم التي دخلها الجيش الروسي في 2014، وكذلك المقاطعات الأربع التي ضُمت مؤخرا إلى روسيا.
وتابع بركات بأن التخوف الأوروبي ينصب بشكل كبير حول مستقبل حلف "الناتو" ومدى استمرار مظلة الحماية الأمريكية لدول الاتحاد الأوروبي، في وقت ينتقد فيه ترامب دائما "الناتو" بسبب مصاريفه التي تتحملها واشنطن بشكل كبير، حتى وصل به الأمر إلى تهديدهم بأنه في حال عدم زيادة الأوروبيين لمساهمتهم المالية في الحلف، لن يشارك في الدفاع عن الدول التي تتعرض لاعتداءات ضمنه.
تقارب المصالح والأولويات
فيما يرى مدير مركز "بروجن" للدراسات الإستراتيجية في ألمانيا، الدكتور رضوان قاسم، أن ما بين ترامب وبوتين ليس تقاربا، ولكنه يخضع للمصالح والأولويات والتي هي بالنسبة لترامب كيفية حل أزمة الاقتصاد الأمريكي في ظل حجم العجز الذي وصلت إليه البلاد مع ديون بلغت 350 تريليون دولار"، متوقعا أن "يكون في صدارة أولويات ترامب وقف الحروب التي تستنزف الخزانة الأمريكية والمساعدات التي تقدم إلى أوكرانيا وإسرائيل، والتي جاءت بأعباء مالية ضخمة، وسط ربطه في وعده حول تحسين الاقتصاد وتقليل نسب البطالة بوقف الحروب".
ويوضح قاسم في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن ما يقلق الديمقراطيين في الولايات المتحدة بجانب الأوروبيين من التفاهم مع بوتين هو انعكاس ذلك على الداخل الأمريكي بتحسّن الأوضاع الاقتصادية بعد أن يقلل ترامب من التكاليف الأمريكية في الحرب الأوكرانية أمام روسيا، مما يحمّل الديمقراطيين أمام الشارع الأمريكي مسؤولية انهيار الاقتصاد وحجم الديون بسبب سياسة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، بتمويل أوكرانيا في الحرب أمام روسيا، والسير وراء الأوروبيين في هذا الصدد، مما أثر على معيشة المواطن الأمريكي في ظل ما أنفق من الخزينة الأمريكية على هذه الحرب.
وأشار رضوان إلى أن الأوروبيين يتخوّفون من التقارب الروسي الأمريكي في ظل مناكفة ترامب مع حكومات أوروبية، فضلا عما انعكس سياسيا بعد فوزه مؤخرا داخل أكبر دول الاتحاد الأوروبي، سواء في فرنسا أم ألمانيا مع صعود اليمين المعارض لحكومة المستشار الألماني أولاف شولتز، وكذلك في فرنسا، فضلا عن أن سياسته تجاه كييف ستُذهب بجهود الدول الأوروبية، ولن تستفيد مما قدمته لأوكرانيا لهزيمة روسيا، ليأتي العكس مع ترامب".
بينما يؤكد الباحث في العلاقات الدولية، ناصر عباس، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن تقارب ترامب مع بوتين سينعكس إيجابيا على المستوى المعيشي والاقتصادي بالداخل الأمريكي، ما يضرب الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة على مستوى أي استحقاقات سواء نيابية أم رئاسية في المستقبل القريب.