هجوم غير مجرى تاريخ البشرية المعاصر!.. هجوم (بيرل هاربور) حين باغتت اليابان أمريكا
يمكن لحادثة واحدة أن تغير مجرى التاريخ، هذا ما ينطبق على هجوم اليابان على قاعدة بيرل هاربور الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية.
في 7 ديسمبر 1941، شنّت اليابان هجوما مفاجئا على القاعدة البحرية الأمريكية في بيرل هاربور، هاواي، الذي كان صادما للولايات المتحدة ودفعها إلى دخول الحرب العالمية الثانية.
فماذا حدث في ذلك اليوم؟ وما أسباب اتخاذ اليابان هذا القرار؟ ولماذا وصفه الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت بأنه "يوم سيظل ماثلا في ذاكرة العار"؟.
العلاقات اليابانية-الأمريكية
وبحسب موقع warhistoryonline كانت الولايات المتحدة واليابان تتحضران لاحتمال نشوب حرب منذ عشرينيات القرن الماضي، ومع اندلاع القتال بين اليابان والصين في عام 1937 تصاعدت التوترات بسرعة.
ووفق المصدر ذاته، فإن المجازر التي ارتكبتها اليابان ضد المدنيين الصينيين أثارت استياء الرأي العام الأمريكي، ما أدى مع عوامل أخرى إلى دعم الولايات المتحدة الصين بالإمدادات.
لماذا كان الهجوم مفاجئا؟
دخلت الولايات المتحدة واليابان في مفاوضات طول عام 1941 لتحسين العلاقات والحفاظ على السلام، ومع اتساع نطاق الحرب العالمية الثانية كان الكثير من الأمريكيين يرغبون في تجنب خوضها، خاصة أن اليابان كانت متحالفة مع ألمانيا وإيطاليا، ما يعني أن أي قتال معها سيجبر الولايات المتحدة على الدخول في الصراع الدموي الدائر في أوروبا.
انتظرت اليابان حتى اللحظة الأخيرة لإعلان الحرب، وكان من المحتمل أن الهجوم المفاجئ سيصدم ويثير غضب الأمريكيين على أي حال، لكن خطورته ازدادت بسبب خطأ في التوقيت.
كان من المفترض أن يتم تسليم إعلان الحرب إلى الحكومة الأمريكية قبل بدء الهجوم بقليل، لكنه استغرق الأمر وقتا أطول من المتوقع لإرساله، ونتيجة ذلك لم تكن الدولتان في حالة حرب رسميا عندما شُن الهجوم.
الهجوم على بيرل هاربور
بدأ الهجوم الياباني قبل دقائق من الساعة الثامنة صباحا، عندما كانت غالبية قطع أسطول المحيط الهادئ الأمريكي راسية في بيرل هاربور، باستثناء 3 حاملات طائرات.
في صباح ذلك اليوم شنت 353 طائرة يابانية من حاملات طائرات، بمشاركة عدد من الغواصات، هجوما على موجتين، استهدف السفن الأمريكية الأكثر أهمية وثقلا.
استمر الهجوم أقل من 90 دقيقة، وأُلغيَت الموجة الثالثة جزئيا بسبب المقاومة التي أبدتها القوات الأمريكية ضد الموجة الثانية.
قتل أكثر من 2400 أمريكي وأصيب 1178 آخرون، ودُمرت أو تضررت سفن حربية، كما حُطمت 188 طائرة، ولحقت أضرار بـ159 أخرى.
في المقابل، فقدت اليابان 5 غواصات صغيرة و29 طائرة فقط، وقُتل 129 من قواتها وتم أسر شخص واحد.
المفاجأة في هجوم بيرل هاربور
كانت المفاجأة ضرورية لشن الهجوم الياباني، كي يكون الأمريكيون غير مستعدين، حتى تتمكن اليابان من إصابة أكبر عدد ممكن من السفن الأمريكية في الميناء.
المفاجأة قللت من استعداد الدفاعات في بيرل هاربور، ما حد من الخسائر اليابانية، لكن صدمة الهجوم التي زاد من حدتها تأخر إعلان الحرب، أدت إلى إثارة غضب الولايات المتحدة بدلا من إجبارها على الاستسلام.
وكما أظهرت السنوات التالية كانت الحرب تُحسم بالقدرة على التحمل المدعومة بالإرادة لتحقيق النصر، التي مثلت "ذكرى يوم العار" جزءا منها.
الهجوم المباغت أرغم الولايات المتحدة على اللحاق بالحرب العالمية الثانية، وتغيير مجرى التاريخ بعدما استخدمت أمريكا للمرة الأولى الأسلحة النووية ضد اليابان، ما أجبرها على الاستسلام.