الشعب يريد المساواة في الظلم!

قال حكماء العرب قديما: الظلم مؤذن بخراب العمران، والظلم يعني وضع الأمور في غير موضعها الصحيح ،فينشأ عنه النقصان .. وبسببه يختل التوازن ،ويعم الفساد في أرجاء المجتمع،وتظهر على أثره بيئة خصبة لنمو الطفيليات البشرية الرثة ،تلك التي تنعم بالجور،وتستمع بمخرجات الظلم.
وأما أهل الشرف،والأخلاق فيقعون في حبال الظلم،ويعركهم عرك الرحى،فتراهم من شدة ماحل بهم ،وكأنهم اعجاز نخل منقعر، ولا أحسب أن الشرفاء في وطني المكلوم قلة،بل هم غالبية ،وهم وحدهم من يحق لهم بعد هذا البؤس ،والعوز أن يقولوا بصوت يملأه الألم والقهر ،،أيها الولاة الرويبضات ..نريد اليوم المساواة في الظلم ،وكفى ،،حتى يحس بمعاناتنا أهل الدراهم والدولارات..
كيف لأمة تنشد الخير من وليها الغريب والقريب أن تنعم بعيشة كريمة ،وهي ترى الظلم يجتاحها من أقصاها إلى اقصاها،،..كيف لمعلم أمضى حياته بين الكراريس أن يشعر بالعدل وهو يرى تلميذه الخائب يتقاضى ألوفا مؤلفة من العملة الصعبة،،وكيف لأستاذ جامعي أكتسح الشيب راسه،وأحدودب ظهر من طول العناء والبحث،أن يصبر على الظلم ،وهو يرى طلابه في مليشيات مختلفة صرفتهم الأسبوعية تفوق راتبه أضعافا مضاعفة..وهكذا في بقية المرافق..
اليوم الشعب يريد من حكامه المساواة في الظلم فلم يعد يحلم بعدالة ،ولابعيش كريم ..
لقد ماتت الأمانة وقبرها أهل النفوذ والسطوة في قصورهم ،ومقايلهم،هم فقط ولاسواهم ينعمون بمالذ وطاب ،ويتقاضون رواتبهم بالعملة الصعبة،،لقد جعلوا من بطونهم مقابر للحيوانات من غنم وسمك وغيرها..
الشعب يريد المساواة في الظلم..يريد أن يرى الناس جميعا في هذه البلاد يتقاضون رواتبهم بالعملة المحلية ،يتجرعون جميعا مرارة الحاجة وشضف للعيش حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ..فلم يعد الشعب يحتمل المعاناة التي صنعها التحالف والمليشيات التابعة له،،لقد قضوا عمدا على العملة المحلية وتم وأدها في سوق النخاسة بعوض بخس،ومعها تم رمي معظم الشعب في أخدود الفقر،والذل،الا تلك الشرذمة التي تعيش على معاناة الشعب،وتقتات من دمه ولحمه..
إلى هنا والشعب يتضور جوعا ،ويئن ويصرخ تحت وطأة الظلم وهو صابر ..ولكن لن يطول صبره فإذا فار التنور ستنفجر الأرض من تحت أقدامكم ،وحينئذ لا عاصم لكم ايها الظلمة من عقاب الله الجبار،وعقاب الشعب المظلوم..