هل سينظف بن مبارك مخلفات معين؟؟
بعيداً عن سيل المدائح وعواصف الاتهامات التي ووجه بها تعيين أحمد بن مبارك بديلاً عن صهره معين عبد الملك لرئاسة الحكومة اليمنية، والتي تراوحت بين كيل الشتائم ومعلقات الثناء والإشادة بالوزير بن مبارك،. . . أقول بعيداً عن كل هذا يبرز السؤال المهم والمحوري وهو: ما الذي سيتميز به بن مبارك عن صهره معين؟
منذ الأيام الأولى لتكليف الدكتور أحمد عوض بن مبارك رئيسا للوزراء بديلا عن الدكتور معين عبد الملك، كنت اقول لجميع الزملاء والزميلات الذين يعبرون عن البهجة أو الامتعاض إزاء قرار التكليف إنه لمن السابق لأوانه تقييم مكانة وموقف بن مبارك وفرصه في إحداث تغيير جدي في السياسات الرسمية لللحكومة رغم أن الرجل ظل جزءًا أصيلاً في حكومة معين عبد الملك وربما أقرب المقربين للأخير حتى قبل إمساكه بملف الخارجية، ورغم كل الأحاديث والتسريبات وردود الأفعال التي أثيرت هنا وهناك حول تصريح ما أو قرارٍ إو موقفٍ ما لبن مبارك سواءٌ حينما كان سفيراً في أميريكا أو بعد أن صار وزيرا في حكومة معين أو حتى حينما كان أميناً عاماً لمؤتمر الحوار ثم مديراً لمكتب رئيس الجمهورية الفريق عبد ربه منصور هادي.
لا شك أن العبء الذي ورثه بن مبارك من صهره معين ثقيلاً وشائكا، ذلك أن السلف ظلَّ يتسلَّى بوجود المعضلات، ويستمتع بسماع أنين الجوعى وشكاوى المرضى وتذمر المتضررين وكلما سُئل عن مشكلة من المشاكل كان ردَّهُ جاهزاً: المسائل لا تعالج بهذه الطريقة؟ وارتبط أغلب نشاطه وحضوره إلى عدن بمواسم إيراد الودائع المالية إلى البنك المركزي، وكما قلت دات يوم إن معين لم يتصرف قط كرئيس حكومة ولا كوزير ولا حتى كمدير عام أو رئيس قسم في إدارة صغيرة واكتفى بالتجوال بين مدن العالم وقضاء السفريات الممتعة والمرفهة بينما كان أبناء عدن ومحافظات الجنوب يئنون من وطأة الفقر والجوع وانعدام الماء والكهرباء والمشتقات النفطية وغياب النظافة وانتشار الفوضى والبناء العشوائي واستحواذ النازحين على المتنفسات والفراغات بين الأبنية والشواطئ والمساحات الفارغة التي تبقت على الناهبين والباسطين السابقين، وكان معين ينظر إلى كل هذه الظواهر وكأنها لا تعنيه أو كأنها تجرى في دولة صديقة، لا بل في بلد معادي، وكان النجاح الوحيد الذي حققته حكومته هي توطين أكثر من ثلاثة ملايين نازج في عدن ومحيطها وإحاطتهم بالرعاية والدعم وبناء الأحياء السكنية لهم على حساب موازنة الدولة التي لا أحد يعلم كم وارداتها وكم مصاريفها إلا معين وبعض وزراؤه.
وبالعودة إلى السؤال الأساسي في هذه الوقفة تمكن فقط الإشارة إلى أن الخلفيات وراء اختيار بن مبارك لمهمة رئاسة الحكومة ما تزال غير معروفة لمتابعي الشأن السياسي في اليمن، فلا نرى فيه شيئا يميزه عن بقية الأسماء التي جرى تداولها وغيرها مما لم يتم تداولها من الكفاءات الوطنية، وسأتجنب هنا ذكر الأسماء التي حققت نجاحات في جميع مراحل العمل الوطني والتنفيذي سواء داخل الحكومة أو المعارضة، حينما كانت هناك معارضة.
وبغض النظر عن الهفوات والشطحات التي وقع فيها بن مبارك يمكننا التأكيد أن الاختبار الأساسي الذي يقف أمامه الرجل وحكومته يتكثف في نقطتين أساسيتين:
• قدرتهم على كنس وتنظيف الــ (rubbish) الذي ورثوه عن سلفه معين عبد الملك
• إحداث تغيير جذري في مستوى الخدمات وتحسين معيشة مواطني المناطق التي تديرها حكومته، وهي كما يعلم الجميع مناطق الجنوب التي يتهربون من تسميتها باسمها فيقولون "المناطق المحررة".
وبدون ذلك يظل بن مبارك ووزراؤه كسابقيهم وهو ما ينطبق عليه المثل الشعبي "انتخ ثوم واغرس بصل" أو كما قال الشاعر العباس على أواخر خلفاء بني العباس:
خليفةٌ راح لم يحزن له أحدٌ
وآخرٌ جاء لم يفرح به أحدُ
ورمضان كريم
وكل عام وشعبنا وجميع المسلمين بخير وسلام.