بعد 45 عاما وزير سعودي سابق يكشف تفاصيل قصة  حادثة جيهمان ويؤكد مشاركة قوات فرنسية (فيديو)

بعد 45 عاما وزير سعودي سابق يكشف تفاصيل قصة  حادثة جيهمان ويؤكد مشاركة  قوات فرنسية (فيديو)

(الأول) وكالات:

أوضح وزير الإعلام السعودي الأسبق جميل الحجيلان، حقيقة مشاركة قوات فرنسية في إنهاء أزمة "حادثة جهيمان".

وقال خلال لقاء مع برنامج الليوان:" عندما وقعت حادثة جهيمان كنت سفيرا للمملكة في فرنسا، وبعد مرور نحو 3 أيام على الحادثة اتصل بي مستشار الرئيس الفرنسي، وقال إن الرئيس أمره بأن يحضر لي جوازات سفر 5 من رجال الأمن الفرنسي، وحصلوا على التأشيرات بالفعل وسافروا إلى المملكة".

وتابع:"بعد عودة رجال الأمن الفرنسي إلى فرنسا، الإعلام الفرنسي نشر أن الأمن الفرنسي ينقذ العرش السعودي وأنقذوا الحرم".

وأردف:" القصة كما رويت من الجانب السعودي وكما رواها كاتب إنجليزي أن رجال الأمن الفرنسيين أحضروا معهم نوع من الغاز الذي يؤثر على الأعصاب وسكنوا داخل فندق في الطائف، وشرحوا للضباط السعوديين كيفية استعمال الغاز، والضباط السعوديين هم من قاموا بالمهمة".

تفاصيل عن الحادثة*

جهيمان العتيبي مواطن سعودي لم يسمع به أحد قبل اقتحامه الحرم المكي هو ونفر من جماعته عام 1979 إبان عهد الملك خالد بن عبد العزيز، طالبين البيعة لمحمد بن عبد الله القحطاني صهر جهيمان بزعم أنه المهدي المنتظر.

واحتجزوا عددا من المصلين رهائن إلى أن حررتهم القوات السعودية بعد أسبوعين من الاحتجاز، لينتهي المطاف بمقتل المهدي المزعوم وعدد من رفاق جهيمان الذي أعدم لاحقا هو وبقية رفاقه.

 المولد والنشأة
ولد جهيمان بن محمد بن سيف الضان الحافي الروقي العتيبي في 16 سبتمبر/أيلول عام 1936 في مدينة ساجر التي تتبع محافظة الدوادمي، وهو من قبيلة عتيبة فخذ الصقور الذين استوطنوا في "هجرة ساجر" التي يقال إنها معقل "الإخوان" البدو الذين شكلوا القوة الضاربة في جيش الملك عبد العزيز في مرحلة التأسيس.

والده محمد بن سيف كان مرافقا لـسلطان بن بجاد وشارك في معركة السبلة ضد الملك عبد العزيز، وجده سيف يلقب بـ"سيف الضان" أحد فرسان البادية.
 
الدراسة والتكوين
لم يعرف عن جهيمان أنه التحق بتعليم نظامي والروايات المتعلقة بهذا الشأن غير مؤكدة، ولم يثبت أنه تلقى تعليما جامعيا دينيا نظاميا في مكة المكرمة والمدينة المنورة، خصوصا أن صديقه ناصر الحازمي يؤكد أن جهيمان غادر مقاعد الدراسة وهو في الصف الرابع الابتدائي.

الوظائف والمسؤوليات
عمل جهيمان بوظيفة سائق شاحنة في الحرس الوطني السعودي للمدة 18 عاما.

التوجه الفكري
تأثر جهيمان في شبابه أوائل ستينيات القرن العشرين بفكر "جماعة الدعوة والتبليغ"، لكنه انخرط  لاحقا في "الجماعة السلفية المحتسبة" وأصبح مسؤول الرحلات فيها، وتركز نشاط تلك الجماعة في الوعظ وتسيير الرحلات الدعوية إلى القرى والبوادي.

وكان جهيمان يتفادى الذهاب إلى المدن الكبيرة والدعوة في مساجدها بسبب ضعف فصاحته مقارنة بخطباء المساجد الآخرين. لكنه أدخل نفرا من تلك الجماعة إلى أتون القضايا السياسية وشكك في شرعية الحكم السعودي، وقد تسببت رؤاه المتشددة في سوء علاقته بشيخه مفتي السعودية السابق عبد العزيز بن باز.

وفي أواخر عام 1399 هـجرية أبلغ محمد بن عبد الله القحطاني صهره جهيمان -الذي يقاربه في العمر فهو من مواليد 28 سبتمبر/أيلول عام 1935ـ أنه رأى في منامه أنه هو المهدي المنتظر، وأنه سوف يحرر الجزيرة العربية والعالم كله من الظالمين.  

حادثة الحرم
مع بزوغ فجر غرة محرم من عام 1400 هجري الموافق 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1979 دخل جهيمان وجماعته المسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء صلاة الفجر يحملون نعوشا، وأوهموا حراس المسجد الحرام أنها نعوش لموتى سيصلون عليها صلاة الميت في الحرم بعد صلاة الفجر، والحقيقة أن هذه النعوش كانت توابيت خزنوا داخلها أسلحة نارية وذخائر.

وما أن انفضت صلاة الفجر حتى قام جهيمان وصهره أمام المصلين في المسجد الحرام ليعلنوا للناس نبأ "ظهور المهدي المنتظر"، وفراره من "أعداء الله" واعتصامه في المسجد الحرام، ثم قدم جهيمان إلى المصلين صهره محمد بن عبد الله القحطاني باعتباره "المهدي المنتظر" ومجدد هذا الدين.

وقام جهيمان وأتباعه بمبايعة "المهدي المنتظر" وطلبوا من جموع المصلين مبايعته، وأوصدوا أبواب المسجد الحرام فوجد المصلون أنفسهم محاصرين داخل المسجد الحرام، وفي نفس الوقت كانت هناك مجموعات أخرى من جماعة جهيمان تقوم بتوزيع منشورات ورسائل وكتيبات كان جهيمان قد كتبها.

احتجز جهيمان وجماعته كل من كان داخل الحرم بمن فيهم النساء والأطفال ثلاثة أيام، أخلوا بعدها   سبيل النساء والأطفال وبقي عدد من المحتجزين داخل المسجد.

حاولت الحكومة السعودية منذ اللحظات الأولى حل هذه المشكلة وديا مع جهيمان بدعوته إلى وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين والاستسلام والخروج من الحرم إلا أنه رفض، فعطلت الصلاة والمناسك في البيت الحرام وتبادل الطرفان إطلاق النيران.

وبعد نفاد صبر الحكومة السعودية تدخلت قواتها معززة بقوات الكوماندوز في هجوم استخدمت فيه تقنيات عسكرية جديدة لم يعهدها جهيمان وأتباعه، فسقط منهم عدد من القتلى من بينهم صهره، وشكل مقتله صدمة كبيرة لأتباع جهيمان الذين اعتقدوا أنه المهدي المنظر وأنه لا يموت، فبدؤوا في الانهيار والاستسلام تباعا، واستسلم جهيمان أيضا.

وفي 9 يناير/كانون الثاني 1980 تم تنفيذ حكم الإعدام حدا بالسيف في من تمت إدانتهم في هذه الواقعة حسب أحكام القضاء الشرعي السعودي، حيث أعدم 61 مدانا في مقدمتهم جهيمان العتيبي وسجن 19 آخرون.

* الجزيرة