دولة سراب.. بس معترف بها دوليًا!
بعد تعاقب رؤساء على دولة اليمن، والتي كان آخرها مجلس القيادة الرئاسي، عاشت اليمن وبالأصح اليمنيون حالة انفلات غير متوقعة لأركان هذه الدولة.
فلا وجود لأمن يحميهم ولا اقتصاد يشيلهم من الفقر ولا معالجات تحفظ لهم تعليمهم وصحتهم وعملتهم، وأصبحنا في دولة نراها كسراب على قارعة الطريق.
اليوم نحن نعيش وضعاً مأساوياً في مناطق دولة اعترف بها العالم، حيث انقسمت اليمن إلى شطرين، فحُرم اليمنيون في الشمال حقوقهم وكرامتهم مع وجود ميليشيا تتصرف بمؤسسات الدولة وتعمل لصالح أجندة خارجية، والشطر الآخر في الجنوب عاش مثل ما يعيشه اليمنيون في الشمال لكن تحت مسمى دولة معترف بها دولياً.
الحقيقة المرة أن هذه الدولة أخذت مسمى عالمياً كبيراً عليها، حيث إن واقعها كسراب في المناطق المحررة.
ووجود اسم دولة في العاصمة المؤقتة عدن والمناطق المحررة، أظن أنه غير واقعي أو مسمى أخذ من خيال، لأن وجودها يعني فرض معالجات حقيقية لانهيار العملة المحلية وتحسين الاقتصاد، ومعالجات أخرى تشمل الصحة والتعليم.
بالأمس يعلن المعلمون عن إضرابهم الشامل في المدارس الحكومية لعدم استطاعة الدولة صرف مرتباتهم المتدنية، وهذا يدل على فشل الحكومة المتواصل ومؤشر خطير يلحق باليمن واليمنيين من جهل.
وليس هذا فحسب، بل إن رواتب موظفي الدولة متقطعة ودنيئة جدا، ومؤسساتها كالمستشفيات فقدت الكثير من كوادرها وخدماتها وبنيتها التحتية، إضافة إلى انعدام الكهرباء والماء وانعدام المشاريع الحقيقة في المدن وغيرها الكثير من الخدمات.
ولا زلنا تحت أحضان دولة "سراب" لم تستطع النهوض بنفسها وباليمن، ولم تستطع استغلال الودائع التي تصلها من الدول الشقيقة، والتي قدرت بأكثر من 11.2 مليار دولار.
فعن أي دولة يتحدث العالم واليمنيون، وأي واقع كارثي سيظهر لنا مع الأيام القادمة، وأي وقت سيتخذ الشعب قراره الأخير تجاه دولة لم تكشف لنا حقيقة وجودها في قصر المعاشيق؟.