الحوثي إرهابي وآن الأوان لتحرير اليمن من البند السابع
طرحت عليّ إحدى النساء سؤالًا بسيطًا في عباراته، عميقًا في معناه:
لماذا يُطلق على جماعة الحوثي الانقلابية "سلطة الأمر الواقع"، بينما لدينا حكومة شرعية معترف بها دوليًا؟
سؤال كهذا يُلخّص حيرة اليمنيين أمام ازدواجية المعايير التي منحت جماعة متمردة وصفًا لا تستحقه وشرعية لا تملكها.
منذ البداية، تعامل المجتمع الدولي مع الحوثيين بليونة دبلوماسية مفرطة، تحت ذريعة “الحياد الإنساني”، لكن تلك المرونة تحولت إلى تواطؤ سياسي منحهم اعترافًا ضمنيًا كطرف مكافئ للدولة، لا كجماعة انقلابية خارجة على القانون.
والحقيقة أن الحوثيين مليشيا إرهابية تمارس القمع والنهب والتجنيد القسري، وتحمل السلاح خارج سلطة الدولة، وتخدم مشروعًا خارجيًا يسعى لتفكيك اليمن وتحويله إلى منصة نفوذ إقليمي.
وقد حذر كثيرون من خطورة التساهل معهم، لكن الأمم المتحدة ومبعوثيها اختاروا مسارًا أوقف انتصارات وشيكة للشرعية، ومنح المليشيا ترياق حياة مكّنها من البقاء.
اليوم، تظهر نتائج هذا التغاضي الدولي بوضوح؛ فالجماعة التي مُنحت الغطاء السياسي باتت تُهين المنظمات الأممية وتعتقل موظفيها وتنهب المساعدات لتغذية ما تسميه “المجهود الحربي”.
لقد بات استمرار التعامل مع الحوثيين كـ"سلطة أمر واقع" جريمة سياسية وأخلاقية بحق اليمن وشعبه وتاريخه.
ولذلك، آن الأوان أن تطالب الحكومة الشرعية الأمم المتحدة بالتوقف عن التعامل مع المليشيا كسلطة أمر واقع، والأهم أن تطالب بتحرير اليمن من قيود البند السابع وتمكينها من الدفاع عن نفسها واستعادة سيادتها.
