(رفعت) فاروق مصطفى

(رفعت) فاروق مصطفى رفعت، رحمه الله، استُشهد في أحداث 13 يناير 1986م.
كنت قد تعرفت عليه قبل أن يتولى العمل في رئاسة تحرير جريدة 14 أكتوبر.
آخر مرة رأيته فيها كانت ليلة رأس السنة 1985/1986.
عرفته حين كان مديرًا لمكتب الأستاذ الكبير عبدالله عبدالرزاق باذيب في خورمكسر، ثم التحق بالدراسة الجامعية في موسكو.
حين علمت أسرته الكريمة بعزمي السفر إلى الاتحاد السوفييتي في وفد مع الأستاذ جميل محمد أحمد، بعثوا له رسالة مع كيلو من الشاي العدني، وأعطوني رقم هاتفه لأتواصل معه.
في موسكو، نزلنا في فندق ضخم اسمه "موسكفا"، بعيد عن المدينة، وهناك اتصلت به. جاء بعد ساعتين، لاهثًا من التعب، ضاحكًا من بعد المسافة.
قال لي: “أكيد هذا الفندق تكريم لكم، فخم جدًا وفيه ملهى ليلي، ينزل فيه الكبار فقط!”
خرجنا معًا في جولة في المدينة، ولبست أنا وجميل البالطوهات الثقيلة التي أعارنا إياها فؤاد خدابخش.
كان الناس يضحكون حين يروننا، فسألته عن السبب فقال ضاحكًا:
“الناس مبتهجة بالربيع، وأنتم تلبسون كأنكم تتسلقون جبال سيبيريا!”
ضحكنا كثيرًا، وطفنا بموسكو طولا وعرضًا، ومع فاروق رأينا كل شيء جميلًا وكلاسيكيًا، وتبادلنا مع أهل موسكو الضحك والحب.
رحم الله فاروق رفعت... كان إنسانًا نبيلاً، وصديقًا لا يُنسى.